×

كلمة رئيس الجمعية

الإنسان العبسي الشامخ شموخ الجبال المعتز بنفسه ، ظل صامدا متمسكا بارضه بجبالها ووديانها وبكل تضاريسها وطبيعتها القاسية ، بنى المدرجات الجبلية وحافظ عليها وزرعها وأكل من خيراتها المحدود حامدا شاكرا لله مبتسما يتطلع إلى غيث السماء ، وعندما زادت معاناته من شظف العيش وشحة المياه والفقر والمرض

أضطر إلى الارتحال جنوبا صوب مدينة عدن … تاركا أهله وأرضه في محاوله منه للتغلب على تلك المعاناة والهموم ، ومع زيادة أعداد الواصلين إلى مدينة عدن الباحثين عن لقمة العيش والرزق الحلال لهم ولأسرهم وازدياد معاناتهم وهمومهم في غربتهم واهلهم في قراهم ، فمن رحم تلك المعاناة والهموم شعروا بضرورة وأهمية تعزيز قيم التعاون والتآزر والترابط بينهم ، لذلك تقدم الصفوف كوكبه من الآباء والأجداد الرواد وبما امتلكوه من قدرات قياديه وخصال حميدة وحب للخير والتعاون وتلمسا لظروف المنطقة وأبناءها فاتفقوا على تأسيس نادي الاتحاد العبسي في العام 1952م في مدينة عدن ، استطاع هذا الاتحاد بالعمل سريعا على جمع كلمة أبناء الاعبوس وقام بدور متميز وكفاءة وفاعليه في الإسهام في توثيق أواصر الإخاء والمحبة وتعميق قيم التعاون والتآزر والتراحم فوحدهم وحشد طاقتهم وقدراتهم لمواجهة ظروف المعيشية القاسية ومقاومة كل أشكال البؤس والقهر والاضطهاد التي فرضها الاستعمار الإنجليزي والحكم الأمامي على أبناء المنطقة والوطن اليمني.

وكانت أهداف الاتحاد العبسي واقعيه بسيطة وواضحة ، ركزت على أهمية إستقبال الوافدين إلى مدينة عدن وتسكينهم وتحسين ظروف معيشتهم بمساعدتهم في توفير أعمال مناسبه لهم والاهتمام بتعليمهم وتثقيفهم ، كما اهتموا ببناء المدارس في قرآهم لنشر التعليم وتشجيع وإرسال الذين نالوا قسط من التعليم لمواصلة التعليم العالي في الخارج ، كما اهتموا بتشجيع بناء خزانات المياه والآبار لمواجهة شحة المياه ، لقد كانوا عمالقة ورواد بارزين في الاهتمام بالتعليم ، ولقد كان أولئك المتعلمين الخريجين هم اللبنة الأولى والمشاركين الاساسين في التنمية والبناء على مستوى الوطن اليمني ، كما انخرط لاحقا العديد من أبناء المنطقة في العمل الوطني للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر ومكتسباتها والمحافظة على بقائها ، أيضا كان لهم دور بارز في مقاومة الاستعمار الإنجليزي حتى جلاءه وبناء الدولة الوليدة.

وظلت جهود أبناء المنطقة بارزه وفاعله في دعم العمل التعاوني والخيري وتشجيع ونشر التعليم ، وعلى خطى نادي الاتحاد العبسي توجه الكثيرين من أبناء المنطقة في صنعاء وبذلوا العديد من المحاولات والمبادرات ، وتكللت تلك الجهود بالنجاح عندما قامت اللجنة التحضيرية المكلفة من أبناء الاعبوس لتأسيس جمعية الاعبوس الاجتماعية الخيرية بدعوة أبناء الاعبوس لعقد اجتماعهم التأسيسي في الأول من أغسطس من العام 1991م في مدينة صنعاء .

وسيرا على نهج الريادة في العمل الخيري مازالت جمعية الاعبوس تسعى جاده إلى رص الصفوف وتوحيد العمل والكلمة والموقف … وهي التي تصنع قوة للمنطقة وأبناءها لذلك فالجمعية حاليا بهيئتها الإدارية وشبابها المثابرين المرابطين في أمانة العاصمة وفي كل أودية وشعاب وجبال عزلة الاعبوس سعت وتسعى جاهدة وبكل الامكانيات المتاحة ومن واقع مسئولياتها ووفقا لأهدافها السامية التي أنشئت من أجلها إلى تعميق وتعزيز قيم المحبة والإخاء والتآزر والتراحم والتكامل بين أبناء المنطقة وتعمل جاهده على توحيد كل الجهود والإمكانيات وسطرت خلال الثلاث السنوات الماضية صفحة مشرقة وقدمت ومازالت تقدم الكثير من الاعمال الخيرية والتنموية والإغاثية والتعليمية والصحية ومناصرة المظلوم ، وقدمت مختلف أشكال الدعم المادي والمعنوي لمساعدة المنطقة وأبناءها وبقدر استطاعتها وعملت على تنظيم وتوثيق أعمالها ، ولمس المواطن العبسي هذا الجهد والعمل واضحا ساطعا بالرغم من كل ظروف المعاناة والقسوة المعيشية التي واجهها المواطن خلال هذه الفترة الحرجة من عمر الوطن اليمني … وهذا الكتيب الذي نضعه بين أيديكم يتكلم بالتفصيل عن أعمال جمعيتكم والتي هي منكم وإليكم فكونوا معها لتبنوا مجدكم .

وفي الأخير نقول لكل ابناء الاعبوس حافظوا على وحدتكم ووحدوا جهودكم من أجل الاستمرار في تنمية وبناء الإنسان أولا فهو رأس المال الحقيقي ، وضعوا ايديكم وجهدكم مع جمعيتكم من أجل الاستمرار بتنمية منطقتكم والوطن اليمني ، وعليكم العمل بقوه لنبذ الخلافات التي تشكل نقطة ضعف في خريطة القوه التي تمتلكها المنطقة وأبناءها من تنوع في القدرات البشرية العلمية والإدارية والتنموية ، والوقوف بقوه وحزم ضد أي محاوله لشق الصف وتشتيت الكلمة وتحت أي ذريعة ، وانظروا بفخر واعتزاز لتاريخكم الحافل واعمالكم المملؤة بالعطاء والإنجاز ولنرفع القبعات تقدير واحتراما لهذه الأعمال العظيمة والرائعة ولكل من ساهم وشارك في إيجادها .

والله الموفق